بحث

Translate

 

أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد


أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد
أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد 

 


أحب صوت فيروز...لأنه يعيدني لفصول الدراسة.. للأمنيات الصغيرة ...للممشى صباحا جوار الوادي.... للنبع المنهمر....أحب صوت فيروز....لأنه غير مصنف.... يلعب غميضة مع كل الصغار....يهدهد ليلهم....يلقي التحية على الجيران....يهدي الأساور للجدات... يحيك من الليلك ألف وشاح.. يشي بحصاد الصيف.... يوقد مواقد الشتاء.. أحب صوت فيروز....لأنه أمين يوصل الورد لأصحابه....و يداهم الثلج....و لاعب الورق....و نثر الحبق....يغني للفقراء و لبالغ الثراء.... يمشط خصلات الغاب....و يصقل الأواني والأبواب والقرميد..أحب صوت فيروز....لأنه يورطني  بالأعياد....و تقطير الزهر على الحلوى....ونقع ليلة العيد بمبشور الليمون ... مواسم العليق....ونخل المحبة مع الدقيق... ونصيبنا من صحن الجارة.... أحب صوتها الناضج والبريء.... الخجول و الجريء... أحب صوت فيروز...لأنه يسافر بي لضيعة حملايا...و يدعوني لسماع رنات العود ...و بوح ناي الرعاة بوسط الغاب... لأنه يجعلني أسبق هدير البوسطة...و أجنحة طيارة الورق... أحب صوت فيروز لأنه  يجعلني أصدق الفن....



بقلم فوزية مسجيد





هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 


هوس الشهرة : 


يتبارى الجميع من أجل الوصول للشهرة وتحصيل المزيد من الأموال التي لا أعلم ما الغرض من كثرتها ، فقد يطيح البعض بالآخرين من أجل الظهور بصورة برَّاقة أمام الجماهير الغفيرة التي تنتظر تواجدهم الدائم على الساحة بغض الطرف عمَّا يُقدِّمون ، فمن المؤسف حقاً تلك المحتويات الرديئة التي يطرحها الجميع بلا تفكير مُسبَق أو تخطيط لما يُفيد الغير ولو بقيد أنملة ، لذا صار المجتمع في تدنٍ مستمر وصارت مستويات الجميع في انحدار وانحطاط متزايد وأوشكنا أنْ نصل للحضيض بالفعل ، للقاع الذي يَصعُب الخروج منه بعدما سقطنا بكامل إرادتنا فيه ، لا أدري ما سر تلك اللهفة وراء تحقيق الشهرة وما الهدف من كل تلك المهاترات التي يسعى إليها البعض وقد يقدموا المزيد من التنازلات لأجلها ؟ ، أيضمن أحدهم البقاء في تلك الحياة لفترة أطول ؟ ، أيضمن دوام تلك الأموال معه للأبد ؟ ، أَيُخطط فيما سينفقها أم أنها مجرد منافسات غير شريفة من أجل الوصول للشهرة فحَسب دون النظر لعواقب تلك المحتويات التي نعرضها للجميع ونُصدِّرها لهم طوال الوقت وكأننا على غير علم بتأثيرها السلبي على المجتمع ؟ ، فيجب أنْ نكون على دراية بأننا سوف نُحاسَب على كل ما نفعله وننقله ونُورِّثه للآخرين سواء أكان خيراً أم شراً فيجب أنْ ندرس خطواتنا ونحسبها جيداً دون أنْ تأخذنا مغريات الحياة التي لا فائدة منها ولا طائل قبل أنْ نجد الفساد قد تفشى عبر الأجيال دون القدرة على إقصائه خارج المجتمع أو القضاء عليه تماماً ، فنحن بذلك نكون من المفسدين المخرِّبين في الأرض كما هو الحال الذي اعتدناه من البشر منذ قديم الأزل ، فبدلاً من استخدام العِلم والتكنولوجيا فيما يُفيد دمَّرنا كل شيء ولم يتبقَ لنا سوى الحَسرة والندم على ما فعلناه بمحض إرادتنا وحطمنا به مستقبل الأمة بلا تعقُّل أو اكتراث أو إفاقة من تلك الغفلة التي انغمسنا فيها جميعاً بلا استثناء ولو للحظة نمحو فيها كل ما أفسدناه بالفعل ، فلقد طمسنا عقولنا وألغينا تفكيرنا تماماً منذ أنْ سيطر عليه حب المادة والسعي لتحصيل المزيد منها وكأنها دائمة لنهاية العمر ، فكل شيء زائل لا مَحالة ولو طال أمده بعض الشيء فلا يغرنَّنا تلك التفاهات التي نركض وراءها طيلة الوقت  فلن تنفعنا أو تُقدِّم لنا شيئاً في الآخرة ، فعلنا نستفيق من تلك الغفلة التي طالت ولم نَعُد ندري لها موعد انتهاء قبل أنْ تقضي على آخر ذرة عقل فينا ونفقد حياتنا بلا رجعة ...




 

شروط الحج وعلى من يجب ؟ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



شروط الحج وعلى من يجب ؟ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


الحج فريضة عظيمة من شرائع الإسلام، وشعيرة من شعائره الظاهرة، وفيها فضائل عظيمة، ومكارم جليلة، ومنافع دينية ودنيوية.

فهل يجب الحج على مسلم كما تجب عليهم الصلاة؟ 


قال الله تعالى:


 {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}


 [آل عمران: 97]


فلا يجب الحج إلا بشروط منها الاستطاعة، وهذه الشروط ستة كما يلي:


أولاً :


الْإِسْلَام : 


فلا يصح الحج من الكافر، ولا يجوز له دخول الحرم، مع الْقَوْلِ بِأَنَّ الْكُفَّارَ مُخَاطَبُونَ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، ومؤاخذون بها يوم القيامة، فلو فعلوها لم تقبل منهم إلا أن يُسْلِمُوا .


قال تعالى: 


{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 


[المائدة: 5]


وقَالَ تَعَالَى: 


{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ}


 [التوبة: 54]


وقال عز وجل:


 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}


 [التوبة:28]


 وقال تعالى: 


{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} 


[المدثر: 38 - 47]


وقال عز وجل: 


{وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} 


[فصلت: 6، 7]


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فِي رَهْطٍ، يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ: 


لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ .


 متفق عليه


ثانيًا :


البلوغ :


فلا يجب الحج على الصغير، ويصح الحج منه، ولكن لا يسقط عنه حجة الإسلام .


فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: 


رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ, وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ .


 أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه 


 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟

 قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟

 قَالَ: رَسُولُ اللهِ ، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ 

قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ . 


أخرجه مسلم


وعنه رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


إِذَا حَجَّ الصَّبِيُّ فَهِيَ لَهُ حَجَّةٌ حَتَّى يَعْقِلَ، فَإِذَا عَقَلَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى، وَإِذَا حَجَّ الْأَعْرَابِيُّ فَهِيَ لَهُ حَجَّةٌ، فَإِذَا هَاجَرَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى .


 أخرجه ابن خزيمة 


ثالثًا :


العقل : 


فلا يجب الحج على المجنون، كما مضى في حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: 


وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ .


رابعًا :


الحرية : 


فلا يجب الحج على الرقيق حتى يُعْتَقُوا، ويصح الحج منهم قبل العتق لكن لا يجزئهم عن حجة الإسلام إذا أُعْتقوا. 


فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


أَيُّمَا عَبْدٍ حَجِّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى .


 أخرجه البيهقي في السنن الصغير والضياء في المختارة 


خامسًا :


الاستطاعة بالبدن والمال مع أمن الطريق:


 قال الله تعالى:


 {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}


وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ . 


متفق عليه


ومعنى الاستطاعة يشمل القدرة البدنية والمالية وأمن الطريق.


أما القدرة البدنية المعتبرة فهي التي يتمكن معها من السفر وأداء المناسك. 


وأما القدرة المالية فتكون بملك الزاد الذي يكفيه ومن تلزمه نفقتهم أثناء سفره وحجه وحتى رجوعه، وأن يملك الراحلة التي تبلغه سفره، أو تكلفة السفر.


وأمن الطريق يحصل بالتمكن من الوصول بأمان إلى المناسك فلا يمنع بسبب عدو أو وحش أو وباء أو نحوه، وكذا يمنع من الوصول للحج بالإحصار.


قال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: 


وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّ إنَّمَا يَجِبُ بِخَمْسِ شَرَائِطَ: 


الْإِسْلَامُ، وَالْعَقْلُ، وَالْبُلُوغُ، وَالْحُرِّيَّةُ، وَالِاسْتِطَاعَةُ. 


لَا نَعْلَمُ فِي هَذَا كُلِّهِ اخْتِلَافًا.


 انتهى من المغني


سادسًا :


المَحْرَم مع النساء:


 فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: 


قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


لاَ تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقَالَ:  اخْرُجْ مَعَهَا .


 أخرجه البخاري، وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: 


لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ .


 فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً، قَالَ: 


اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ . 


أخرجه البخاري ومسلم


وعنه أيضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: 


لَا تَحُجَّنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مُحْرِمٍ . 


أخرجه الدارقطني




 

اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب


اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب
اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب 

 

فوائد الانعزال وأضراره


أثّرَت ضغوطُ الحياة بالسلبِ، على ثباتِ سِمات الشخصيةِ بالتَصنيفِ المُعتادِ لكُلِّ شخصيةٍ، فأصبَح الشَخصُ، يجمَع بينَ شَخصيتين غيرَ مُتشابِهتَين، بعيدَتينَ حَدَّ التناقُضِ، وَ غالِبيتنا، 

أصبحَ هذا الشَخص، الإجتماعي المُنعَزِل، فهذه الشخصية

مَزيجٌ مِن الإجتماعية، و الانطوائية مَعًا، وَ الحياةُ هي التي دَفَعته ليكونَ مُتناقِضًا هكذا، فهو في الأصلِ شخصية إجتماعية، مُحِبة للآخرين، وَدُودٌ، لديه فيضًا من المشاعر، يشارِك الآخرين في أفراحِهم و في أحزانِهم، لكنه فجأةً، يجِد نفسَه يميلُ إلى الانطِواء، و يستمتِع بالهدوءِ، و هو وحيدٌ، فيبتَعِد عن المُجامَلاتِ، و يجدب فَيضَ وِدَّه..!  بهروبٍ مؤقتٍ نحو الانعِزال، و ذلك للتَحرُرِ من ضغوطِ الحياةِ التي أثقَلته.

وَ من قيودِ المسئوليةِ، المُلقاة على عاتِقه، وَ من تزاحُمِ الأفكار، وضجيجها، وَ من زَحفِ التفكير السَلبي حَدَّ الإقتراب، وَ قد يكونُ هُروبَ الانعِزال، رَدًا عن تصرفات ألَمَته، وَ لم يستَطِع الرد..!  فَآثر الصَمتَ. فكانَ لذلك تَأْثِيرٌ سيئٌ، علي حالَته النفسية، فَوُجِدَ ضرورةَ، أن يكونَ هناكَ إستِراحةٌ مؤقتةٌ،

يختَلي فيها بنفسِه، وَ يستمتِعُ بالهدوءِ في وِحدَتِه، بَعِيدًا عن الآخرينَ، يستمتِع بِذِهْنٍ خالٍ، مِن أى تفكيرٍ مُرهِقٍ، يسبِب له توترًا،

وينقطع إلى الانعزال لينعم بهدوء مؤقت، بَعِيدًا عن اللِّهاثِ وراءَ الحياةِ، وَ إحساسه بالهدوءِ؛ يجعل الجانِبَ الإيجابي يستَعيدُ نفسَه،ثمّ يعودُ اجتِماعيًا، بمعنَوياتٍ عاليةٍ، وَ بسلامٍ نفسي، لم يشعُر به من قبل، قادرٌ على مواجَهَة الحياةِ..


والعزلةُ الإجتماعيةُ قد تشيرُ إلىٰ الغيابِ التامِ، 

أو شِبه التامِ للتواصلِ مع المجتمعِ، ففي حالةِ الغيابِ التامِ، غالبًا لا يوجَدُ لدىٰ هؤلاءِ المُنعزلينَ اجتِماعيًا من يلجأونَ إليه، ولا يوجَدُ أحَدٌ يثقونَ فيه، فَهُم مُكتفونَ بذواتِهم، ويحتملُ أن ينشأ هذا الانعزالَ عن مشاعرِ الوحدةِ والخوفِ من الآخرينَ، أو انخفاضِ تقديرِ الذاتِ، أي التقديرِ السلبي للذاتِ، ويُسهِمُ الحزنُ أيضًا في الشعورِ بالعزلةِ الإجتماعيةِ، ويمكنُ أن تحدُثَ العزلةُ الإجتماعيةُ لأي شخصٍ مَهما كان سِنّه، فقَد تظهرَ علىٰ كلِّ فئةٍ عمريةٍ، وحدوثَها  غالبًا ما يكونُ علىٰ فتراتٍ، تتخللُها العودةُ للاندماجِ في المجتمعِ..


ومن فوائدِ العزلةِ أنّها قد تكونُ الطريقَ لاكتشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها، وهو ما يُسمىٰ بـ «اللحظات الوجودية» "existentializing moments"  الًتي تحدّثَ عنها "فونغ"، وهي وَمضاتٌ عقليةٌ من وضوحِ الرؤيةِ، مُستلهِمُها من نظريةِ «الاستِسلامِ والاغتنامِ» لعالِمِ الإجتماعِ الألماني/ الأمريكي "كورت وولف"، 

أو نظريةُ إدراكِ الذاتِ..


وعلىٰ الرغمِ مِن أنّ العديدَ من كِبارِ المُفكرينَ تحدّثوا عن الفوائدِ الفكريةِ والروحيةِ للعزلةِ وهُم: 

"لا تزو" و"نيتشه" و"ايمرسون" و"ولف"،

إلا أنّ الكثيرَ من المُعاصرينَ ينصحونَ بتجَنُبِها، وخصوصًا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ..

يقولُ "كينيث روبين" وهو طبيبٌ نفسي في جامعةِ "ميريلاند":

«تكونُ العزلةُ مثمرةً إذا كانت طوعيةً، وإذا كان المرءُ يستطيعُ تنظيمَ مشاعِرِه بصورةٍ فعالةٍ، وأنّه يستطيعُ الانضمامَ إليٰ مجموعةٍ وقتَما يريدُ، وغيرَ ذلك تصبحُ العزلةُ ضارةً..»


لذلك، تكونُ العزلةُ مفيدةً وتساعدُ علىٰ اكتِشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها إذا كانت لفتراتٍ ليسَت طويلةً، أمّا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ فقد تكونُ لها أخطارُ صحيةٌ..


فقد أثبتَت دراساتُ حديثةُ أنّ الوحدةَ أسوأ من التدخينِ، وهذا ما أكده الدكتور "ديفيد روبنسون" الاستشاري في مستشفى "سانت جميس" في مدينة "دبلن" بـ "أيرلندا"، وكذلك ربطَ الوحدةَ بالاكتئابِ، فقالَ إنّ الوحدةَ تعادلُ تدخينَ خمسةَ عشرَ سيجارةٍ يوميًا..


وكشَفَت دراسةٌ حديثةٌ نُشِرت في مجلةِ "إجنيغ"  (Aging) في سبتمبر 2022 أنّ الوحدةَ تعجِلُ بالشيخوخةِ..

 

كذلك قالَ "دوجلاس نيميسك" كبيرُ المسؤولينَ الطبيينَ للصحةِ السلوكيةِ في سيجنا:

«أنّ الوحدةَ تنافِسُ السمنةَ، وتأثيرُها علىٰ معدلِ الوفياتِ مثل التدخينِ».»


ومِن هُنا وَجَدَ ضرورةً للبحثِ عن طُرقٍ للتَغلبِ علىٰ العزلةِ لفتراتٍ طويلةٍ، والانطواءِ، ومن الطرقِ التي قَد تساعِدَ المنعزلونَ علىٰ التغلبِ علىٰ الميلِ للعزلةِ:

- التعرّفَ علىٰ أصدقاءٍ جُددٍ،

- ممارسةَ رياضةٍ جماعيةٍ،

- تقديمَ خدماتٍ مجتمعيةٍ، كزيارةِ بيوتِ المُسنينَ، ودورِ رعايةِ الأطفالِ، والملاجئ، 

-وضعَ أهدافٍ وخططٍ لتجاوزِ المُشكلاتِ ومواجَهتِها، 

-والإكثارَ مِن المُطالعةِ والمعرفةِ، فهذا يزيدُ مِن الثقةِ بالنفسِ، وبالتالي القدرةَ علىٰ التواصُلِ مع الآخرينَ..


نجلاء محجوب





فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


 

السلام عليكم ،
فتيل الرغبات : 
الإرادة هى الفتيل الذي يُشعِل الرغبات داخل المرء ويُحثه على العمل والإنتاج ويُبغِّضه في القعود والاسترخاء طيلة الوقت ، فهي ما تُثير الدوافع التي تجعله راغباً في غدٍ مشرق أفضل من أمسِه الذي مرَّ دون تحقيق المُراد بفعل خموله وتكاسله واتكائه على الضيق والتذمر وكأن تلك العوامل تحول بينه وبين واقعه الذي يريد محاكاته ومعايشته بالفعل ، فكان عليه أنْ يُنحِّيها جانباً ويتخلى عنها لبعض الوقت الذي يحقق فيه ذاته ويصل لأحلامه التي يسعى إليها منذ قديم الأزل ، فما الحياة الدنيا سوى محطات إما أنْ يتمكن المرء من استغلال طاقته فيها أو يُضيِّعها بمحض إرادته دون الشعور بأي ذرة تأنيب ضمير توبِّخه وتذمه طيلة الوقت كي يُعدِّل سلوكه ويُحسِّن من طريقة تفكيره كي يتغير واقعه للأفضل وبمزيد من المحاولات يكون الشخص الذي تمناه ذات يوم بمزيج من الجهد البسيط والصبر والمثابرة والإقدام على التجارب بشتى أنواعها وإنْ لم يحالفه الحظ في بعضها ، فتلك هي حال الدنيا يوماً ما تواتيك بالفرصة على طبق من فضة ويوماً ما تسلب منك بعض الأمور ولكنها تُعوِّضك بغيرها على الفور حتى لا تجزع أو يتسلل اليأس إلى قلبك تارة أخرى بعدما رحل عنه وغادره ، فلا تدعه يسيطر عليك في تلك اللحظات التي يباغتك فيها على غفلة حتى لا تسمح له بأنْ يقتص منك وكأنك مرتكبٌ لجُرم ما أو يسلب منك حياتك بلا جدوى تعود عليك في نهاية الأمر ، فبإرادتك وإصرارك تصل لما تريد راكلاً ما يحجبك عنه بأخمص قدميك وكأنك تزيحه بكل قوتك وعزمك دون أي خوف أو تراجع ولو للحظة تُضيِّع فيها أهم لحظات عمرك بلا قدرة على استرجاعها مرة أخرى ، فلا بد أنْ يدرك المرء قيمة الوقت الذي يمضي من حياته محاولاً استغلاله بكل ما أُوتي من مَلكات وهِبات حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ، فتلك الإمكانيات سوف يأتي الحين الذي تفنى فيه أو تتقلص قدرة الإنسان على توجيهها بالشكل السليم فيجب أنْ يحاول اللحاق بها قبل أنْ تذهب في أدراج الريح بلا عودة فلا متحكم فيها سواه ، فعليه الانتباه قبل فوات الأوان ...



 

قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر


قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر
قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر



_يختفي ولا يُشعِر أحد بخروجه للشرفة،يريد أن يتنفّس بعمق ويملأ رئتيه،لا شكّ أن تسربات التشاؤم

تهرب وتنبهر بالهواء الجديد مشبّع أكثر بالأكسجين .

المطر خيط من السماء ،مطر غاضب يرمي حباته

على الأسطح بعنف ،لا أدري أهو للتخلص منها،أم يريد 

اعتراف البشر بقوّة الطبيعة وتنبيههم لغفلتهم وتماديهم في ظلمها.


برق يخطف الأبصار ،يفضح كلّ سارق أو خجول،مخيف،ترتعد له الأفئدة بعد الإعجاب والأنبهار

بقوّة الإضاءة ،يتابع كل ذلك بشغف يحبّ المطر خلق معه منذ صغره وهو يراقب ويسامر الوديان،والسواقي

ويغطس في الماء ينط مع الضفادع،وفرحته تنطٌ وقهقهته تعلو فتمزّق الصمت ويلتفت الكبار،ويبتسمون

له،ويتابعون عبثه ،عبث صبيان،جميل وصادق ونيّته

صافية، صفاء قلبه الصغير والمغامر .


_مازالت الأمطار والرعود قابضة ومهيمنة على الفضاء،الرعود تخيف الظالمين وتنزل أبصارهم للأرض،وتمرّغ أنوفهم ويبقى كبرياؤهم مذلولا حقيرا،قوّة الخالق تذكّرهم وتتوعد كبار الأنوف 

يرتعدون ،ربما تأخذهم فجأة ولم يرتبوا حقائبهم ،ولم يزوروا بنوكهم لمعرفة الرصيد الجديد الذي يتضخم ويمتصّ عرق المقهورين .


_مازال يمتّع نفسه ،وقد جاء بفنجان قهوة،قطرات الأمطار تسقط،وقطرات القهوة تسقط وتنعش الفكر،آه صفاء كليّ ،القهوة والمطر متعاونان،الأولى تكنس ادران الفكر وترمي تشاؤمه،والثانية تكنس فضلات البشر المتحضّرين،الذين الذين يرمون كلّ شيء ثمّ

يشكون تقلّب الطقس وحرارته .


القهوة تسري في خلايا المخ فتنعشها وتبلغ ذروة الفطنة ،وتتغلغل بين أنسجة المخّ ،فتتولّد شرارة العبقرية ،ويظهر القلم يحرث ارض البور فتعطي الخير.

وكذلك الأمطار تبتلعها الأرض العطشانة،المتشقّقة شوقا للماء،فتنتفخ البذور وتحمل بالأجنة وتخرج البراعم،وتتزيّن الطبيعة بحلّتها وتصبح عروسة مزيّنة

تنتظر ليلة زفافها،لتسافر لقضاء شهر العسل.

القهوة والمطر متشابهان متكاملان ،إنّه ذكي وجد هذه

المعادلة( قهوة ومطر) ومنفعتهما مشتركة وهو يحبّهما معا،والجميل،والأجمل،عندما زاد ،وأردف سيحارة،إنّه سيّد في الكون،ضمّ كلّ السعادة ،احتوته ،وسيطر كذلك هو عليها،نشوة لا تعادلها نشوة،قلبه يرقص بين

ضلوعه تيها وابتهاجا، ينزل الإلهام ويمسك القلم وتفرح

الورقة البيضاء عندما يدغدغها القلم ،فتترك. القلم يرقص وتتمايل معه والحبر يقذف ويقذف والقلم يخربش،والفكر يعتصر،إنّها فكرة القهوة  بالمطر.


الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر




 

"منمنات الجمر والرماد" نفث(2)| بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح 


"منمنات الجمر والرماد" نفث(2)| بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
"منمنات الجمر والرماد" نفث(2)| بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح 



ليس سوى انجذابا للتراب، ساقطا دون انحناءات، دون تذاكر "المحصّل"، قد يكون رسالة أو وعدا أو وعيدا أو خيبة إلى مكان متناه في الازدواجية بين الصوت والضوء والعتمة والظلال والسلال والبرق والرعد والموت والحياة والشبق واللامبالاة والجمر والرماد والحق والباطل والسمين والغث والأخضر واليابس.وفي هذا هو أب للازدواجية التي تقضم شيئا من الحقيقة، لكنه يمنحنا بضع أمنيات من مرابع ومراتع الحقيقة اللذيذة...يمنحنا لذة الطفولة وخشوع الكهولة للذكريات وتمنيا في سكينة الوادعين بين نحرين من عاج.

يمكن أن يكون قنديلا من انتظار لرحمة تطال دون تميز، يحدث فور ارتقاء كفين بمنحة أو محنة، الكفّان يتيمان، في ندم ذبحة نائم الظهر، رفة منه تعني المواظبة على تفسير وجوده أو حضوره، بجدوى أو بلا جدوى، سنغدو لاهثين لحوار بين عناقين أمام مرآة العالم. ربما تحصل على مشهد عاشقين أمام نافذة شفافة في الطابق74، وهما يتعريان دون حائل بينهما دون خجل بل إصرار لتفنن في إذكاء ذاكرة الجسد أو استدعاء لذاكرة، ربما ستحصل عليه لكنه سيكون مشهدا تمثيليا لا أكثر. فالعشق لا يحب الكشف كما أكتب عنه، رغم رؤيته الكون!

سيغطينا من الاقتراحات الكثير، كي يختار اللقطة الصحيحة لانصهار حياتين؛ حياة قبل التأثيث وحياة بعد التصدير لصورة ولادة جديدة.

لما أحس أن الأغوار دوما تناجيه، ترهقنا حتى الثمالة في أطياف السكارى، لماذا تكون أيها المتأنق الأعلم بسحائب نزولك، لماذا تحب أن نطاردك دوما، تبتسم لمرآك وأنت تمارس هيبتك في عرشك المتعجل تارة والمتأني تارة أخرى، يا ذا الصوت الناعم القاسي النائم المتأهب اللامع الغافي على صدر أمنيات من نقاء الروح.

يا العالي في همة الكون، لسنا عابرين على أسلاك بالية تفتح مذبحة تلو مذبحة لكل الخائنين، لكل المجرات، لكل المراهقين في تيه الحياة المهدرجة، لسنا على يقين الموت، حين ترتجف كل القلوب مثل توابيت محشوة بالفقد.

لست متأكدا أن الذكريات خادمات للتاريخ، والتاريخ مجال واسع، فيه كل الخطايا والمزايا والأرشفة والهرطقة والسفسطة.

الذكريات كالبورصة حين تنتقل تقفز، وتقتل أفواه الكثيرين، وتعني أعين اللاهثين لسكينة ما.

الذوبان لا يعني الانخراط في الكينونة أو الاستيلاء، الذوبان يعني أن تنتظر كي نحس بالمتبقي منا قبل الذوبان.

لا شيء يكون، حين لا نكون في أنفسنا، كما كنا.


9-5-2024

غزة المحتلة


طلعت قديح




 

"منمنمات الجمر والرّماد" | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح


"منمنمات الجمر والرّماد" | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
"منمنمات الجمر والرّماد" | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح

 

نفث(1)


1

على إيقاع طواحين لا تعرف لها وظيفة، كان العالم  يكتب مراثي الكائنات الغضة، وقبل كذب كل عرافات الكائنات، تنفست مرتفعات أنارت ما بين النحرين، قضت على كل فرصة لولادة عالم من حرف، حرف لا تهمه صواعق الذاكرة أو استقامة رقبة الكتابة...

هو حرف انقطع في رحم عانى من ويلات حدث غاب عنه النور!

كان إثم اقترافه عبر فقاعات أودت بحروف عددها أنفاس اليقين وحمى الشك.

قبل الذاكرة وطوفان ما!

لم يكن أحد من الذين غسلوا النزف الدامع يعلم أن الحال سيكون مسودا بقبلة متقنة من ثياب بيضاء، أحدثت قرقعة وبضعة حشرجات في قميص الصراخ الذي قدّ ظهر عظام أرقتها جراح يد قيل أنها ساحرة.

لم يعلم الكثير أن هناك اتفاقا ضمنيا من طرفي المغناطيس أن يرهقا برادة الحديد الناعمة المُخاط فمه، عبر تكبيل ألباب تتحلى بطلقة واهمة نحو أمنية على مقاس حلم مستورد يفتعله، كلما جاءت على استحياء قذيفة مخادعة.


2

لا يجثم الشّر على فم أو أذن سمّاعة، الصدر مكان مناسب لتلاوة الحمى المجرّسة بأوحال بين فئتين، فئة لا تعرف إلا قرع الأبواق وأخرى تزحف كالثعابين ليلتهم الشظايا، وتسأل الدخان عن مكان لايقاع ضحايا جدد ... الضحايا معلقون على شفاه النحرين.

في كل صحن صدئ يدق الحصى باب الوحل، كأنه يسترق منه تبغ الحداد ورقابة الموتى في سرادق حدادهم، يساقون إلى الأفواه المتمتمة بذاكرة وطوفان.


3

المنام لا يعرف الركون للحقيقة، هي نصل فوق خزان الوقت، لا بد لموت بطيئ أن يكون شاهد الإثبات لنعش تململ مرارا في قتل أعمار المنسيين، لماذا نعد الحصى ونحن معلقون هباء في اصبعين يجراننا نحو نعوش النسيان.

لا يمكن لأي نهر أن يقول للبحر ما طعمك؛ فالأنهار مكائد لا تستطيع المرور على جهاز كشف الكذب، لتقول أنها بنت البحار!

للنهر مكر تجميع الرقاب على دفتيه، فلأنه وريث شرعي للأرض، لذا فالطمأنينة فيه يحملها متكآن موصولان بتجاذب مغناطيسي يكتب معنى أن يكون القبر مآل كل الحروف!

هل يمكن أن تخرج كل الحروف كي تكشف مالم يقله فم من صوت وصورة!

هل يمكن أن تدق الحروف مرات ومرات كولادة اللون في سماء لم يرش الكون أزرقه على غيمة حبلى!

الرايات الكبيرة لا تصمد كثيرا حين تتمزق أنفاس من أخاطوا نسيجها، هي سنة كونية في التقاط أنفاس عظام من نسجوا.

الرايات الصغيرة تعرف كيف هي الأسرار تتطاير فوق الأقمشة والأنسجة ومخرجات رفرفة الغيم.

الرايات تلويحها لا يغير وجود ولادة، قد تكون من تطاير دمعة لموت قادم، استرق من الآتي شيئا من سكون.


4

لم أعلم، ولن يعلم أحد أن الغروب مفتاح لانتهاء يوم غامض، ولا علم لي قبلها أن النقش في صدر تمثال يمكن أن يصنع منه شيئا أو معدنا يعلو ثمنه كلما فاضت روحه!

من يعلم أن اليم يحمل مفاتح غيب لم يأت بعد، أو طلبا من سماء أن تلد غيثا لسماء حبلى! 

لا فكرة لدي عن تخلق ما أكتب، سوى أن جلّه عبارة عن تعاويذ ورقائق لشريحة مفتوحة الجرح عبر شبكة إرسال في ذاكرة صقر قرّر عمدا أن يمارس لعبة الموت بمخالبه غير عابئ بذاك الموظف الذي انهارت أعصابه وهو يبحث عن سبب!

ربما يكون عاشقا للطيور وعلى الأخص الصقور، لا يعلم أن انهياره هذا، سببه مجرد  لعوب، أرادت بصبيانية أن تمارس لعبة ارتداء طاقية الشقاوة، وإهدار الوقت والثمن، لإنها نسيت رائحة أحدهم على شفتين! دون أن تحاول أن تزيح عنها إثم الخيانة، وقبل أن يندس في عينيه ظل وهم متبدد، بذاكرة وطوفان.

حاولت في نهاية المطاف، وصرير الأمكنة أن أعبر عن امتعاضي من هزة أرادت بي دحرجة الأجفان نحو مظلة مصابة بالإبر، عن أنبوب مصاب باختراق الأنفاس.

مانفع الأنبوب الماثل دون مريض يتنفس منه! هل نستخدمه لملء الماء مثلا أو دليلا على أن هناك مريضا في حالة تتطلب صورة سيلفي مع أنبوب!

الأنبوب لا يحتاج لساعة كي نرخيه، نحن في ذلك ننتظر نفسا متمردا يعالج هزة المريض المسماة "صحوة الموت"، ترى هل نبتعد عنه لنترك له حرية طريقة في اختيار السكون! أم نقتفي أثر من ماتوا على هذه الحالة، من يملك جفنا يقترب من الهمس لرمش ينتظر تأتإة البؤبؤ لسكينة لا تغسل وحشة الموت.


8-5-2024

غزة المحتلة


طلعت قديح